الحبيبة الجواهر الثمينة في محاسن المدينة التاريخ الشامل
عمارة وتوسعة المسجد النبوي الشريف صور و ذكريات عن المدينة المنورة ذكريات و خواطر عن طيبة الطيبة
المدينة اليوم المدينة المنورة في القرن الرابع عشر المدينة المنورة في التاريخ
كتاب طيبة وذكريات الأحبة نزهة الناظرين في مسجد سيد الأولين و الآخرين معالم المدينة بين العمارة والتاريخ

رجوع ... إلى قسم الدراسات

  كتاب الإصابة في معرفة مساجد طابة

 

التاريخ الشامل للمدينة المنورة

د.عبدالباسط بدر : المؤلف –المدينة المنورة –ط1/1414هـ 1993م –(3) أجزاء- 1481ص 22×17سم.

 الكتاب دراسة شاملة عن تاريخ المدينة منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر تعتمد التحليل والاستنباط والموضوعية والنقد، وربط الأحداث بعضها ببعض في سلسلة متناسقة وعرض شيق.

وقد جعله المؤلف في ثلاثة أجزاء، كل جزء يتناول مرحلة مهمة من مراحل تاريخ المدينة المنورة ففي الجزء الأول يتحدث عن المدينة المنورة (يثرب) قبل الإسلام من حيث تأسيسها وسكانها ووقائعها والديانات السائدة فيها ـ والجوانب السياسية والاقتصادية فيها.

‏ثم يتناول المدينة في العهد النبوي، منذ الإرهاصات الأولى للإسلام وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليها – وتأسيس المسجد النبوي الشريف، مروراً بالمعارك والغزوات والوقائع التي حصلت فيها حتى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، مع ذكر الحياة السياسية  والعمرانية والتجارية والاقتصادية فيها. وتحت عنوان آخر، يتناول المدينة في العهد الراشدي مترجماً للخلفاء الراشدين راصداً لأهم الأحداث وأخبار الفتوحات والأعمال الإصلاحية المتنوعة في هذا العهد، ثم تحدث عن المدينة في العهد الأموي وتحوّل الخلافة منها إلى دمشق الشام، ويترجم للولاة والأمراء الذين تولوها من قبل الأمويين ويذكر بالتحليل الأحداث والوقائع خلال هذه الفترة، خاتماً هذا الجزء من الكتاب بالحديث عن الجوانب السياسية والاقتصادية والعمرانية في المدينة أثناء هذا العهد.

‏وفي الجزء الثاني من الكتاب يتحدث المؤلف عن المدينة في عهد العباسيين، مترجماً لولاة هذا العهد وموضحاً أن الأمر في المدينة لم يعد صافياً للعباسيين وحدهم – فأصبح ينازعهم السيادة فيها منذ القرن الثالث الهجري الطالبيون في المدينة والفاطميون في مصر، وكان الأمر بينهم سجالاً، وفي سلسلة من العناوين المتتابعة تحدث المؤلف عن المدينة المنورة خلال القرون المتلاحقة من القرن السادس إلى القرن الثالث عشر مترجماً للأمراء والولاة الذين تعاقبوا عليها خلال هذه الفترة وأغلبهم من آل مهنا الحسنيين، وملماً بالأحداث والوقائع التي عاينتها المدينة بنوع من التمحيص والتحليل، وذلك حتى بداية العهد السعودي الأول 1220-1227هـ فتحت هذا العنوان: بداية العهد السعودي في المدينة المنورة، يذكر المؤلف التغييرات الجديدة وبذور الأمن والأمان فيها حتى حملة محمد علي باشا عليها وما طرأ فيها من التنظيمات الإدارية الجديدة وإصلاح المسجد النبوي، ثم نهاية الحملة بانسحاب جيش محمد علي وعودة المدينة إلى السلطة العثمانية، والتوسعة المجيدية الكبرى للمسجد النبوي 1265-1277هـ وولاية داود باشا ثم استعراض تاريخ المدينة حتى نهاية القرن الثالث عشر.

وفي الجزء الثالث والأخير يستعرض المؤلف أحداث القرن الرابع عشر بنوع من التفصيل وما طرأ على المدينة في بدايته من تطورات جديدة مثل دخول اللاسلكي إليها ووصول خط السكة الحديدية قادماً من دمشق ومتصلاً باستانبول العاصمة.

ثم يتناول قصة إخراج أهل المدينة المنورة منها وحملات التهجير القاسية فيما يسمى "بالسفربرلك " في الحرب العالمية الأولى ونهاية العهد العثماني وبسقوط فخري باشا آخر الولاة العثمانيين على يد أمراء مكة الأشراف، ويتناول بالبحث والاستقصاء تحت عنوان: الحياة العلمية في المدينة المنورة في العهد العثماني، التعليم والعلماء والمدارس  والكتاتيب والمكتبات العامة والخاصة والأربطة، ثم يتحدث عن المدينة في العهد الهاشمي (1337-1344) وماحصل فيها من الأحداث والوقائع والمصادمات التي أدت إلى نهاية هذا العهد بتنازل الملك علي بن الحسين عن الحكم للسعوديين.

وتحت عنوان : المدينة المنورة في العهد السعودي، والذي أخذ حيزاً واسعاً من هذا الجزء يستعرض المؤلف التطورات الكبيرة والتقدم الملموس الذي طرأ على المدينة وشمل التنظيمات الإدارية والتعليم والمواصلات والبريد والشؤون الصحية وافتتاح مطار فيها، وازدهار الحركة الثقافية بصدور مجلة المنهل وجريدة المدينة المنورة فيها وافتتاح مستشفيات عامة وخاصة، والتوسعة السعودية الأولى والتغيرات الكبيرة التي شملت جميع نواحي الحياة في المدينة، وتحت عنوان : المدينة المنورة في القرن الخامس عشر الهجري الواقع والتطلع، يتناول المؤلف من واقع المعاينة والمشاهدة عدة أحداث مهمة وكبيرة حصلت في هذه الفترة، منها وصول مياه التحلية للمدينة المنورة وافتتاح مكتبة الملك عبدالعزيز والتوسعة الكبرى توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد النبوي الشريف وتوسعة عدد آخر من المساجد المأثورة في المدينة مثل مسجد قباء والقبلتين والميقات والجمعة وغيرها وفتح واستحداث طرق داخلية دائرية.

وفي عنوان آخر: المدينة اليوم: يستعرض المؤلف واقع المدينة الحضاري في العقد الأول من القرن الخامس عشر الهجري من حيث الحالة التنظيمية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية والصحية والتعليمية، ويعقد مقارنة بين ماكانت عليه في العصور السابقة وبين ماهي عليه اليوم من الرقي والازدهار.

ثم تحت عنوان: رؤية في المستقبل القريب: يتطلع المؤلف إلى الحالة التي ستكون عليها المدينة في العقود القادمة من هذا القرن، بعد استكمال المشاريع الإنشائية والعمرانية والخطط الطموحة القائمة الآن والتي هي تحت التنفيذ والإنجاز.

وبعد هذا الاستعراض الطويل لتاريخ المدينة المنورة، ختم المؤلف الكتاب بعدد من الملاحق والفهارس الفنية والخرائط والصور، مما يسهل الرجوع إليها والاستفادة منها.

والكتاب جهد كبير ومرجع هام في تاريخ المدينة المنورة القديم والحديث، ولعله أوفى الكتب المعاصرة عن تاريخ المدينة وحاضرها، وهو جيد العرض والأسلوب، كتبه المؤلف بلغة أدبية رفيعة المستوى، ومنهج يعتمد على التحليل والتدقيق والنقد والمقارنة، ويتصف بروح موضوعية واقعية حيادية متعمقة وهو مناسب للدارسين والباحثين والمثقفين ومحبي قراءة تاريخ المدينة المنورة الشامل.

 

---------------------------

المصدر : مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

http://www.al-madinah.org

---------------------------

عودة